قد تحملنا الأقدار حيث بلاد بلا دفيء يحتوينا
ولا غيث يروي ظمأ وحدتنا إلا من بعض سقيا
نمتطي أمنياتنا علّها تحملنا حيث وطن آخر يحتضنها باشتياق
وفي أشد اللحظات احتياجاً للبوح نمارس طقوس الصمت بخشوع وابتهال~
ربما لأن حجم الكلمات التي تجثم على صدورنا أكبر من أن تحتملها الشفاه
أو يدونها القلم ,
وعندما تتحول الحيرة إلى خوف من المواجهة يزيد ثقل الهموم على القلب
بل نحاول ان نتحصن بكل حرف يواري حقيقة مشاعرنا التي كانت ذات يوم لهيب مستعر
وكيف حولتها الأيام بمرور الزمن إلى ورقة باهتة الملامح قسا عليها الخريف~
وكيف أثبتت لنا التجربة أن ماذهب في مهب الريح ذات شتاء
لن يعيده الربيع ورود مزهرة من جديد
وكيف توارت شمس لقياهم وراء المغيب ,
واستمرت ساعات الزمن في مسيرها للأمام ~
قد نشعر حينها بالشفقة على حالهم ~
لكن الأولى أن نتذكر حالنا في خضم ذاك الشتاء الراحل ,
حينما أغرقنا أنفسنا بعده ببحر من الهموم
وما جنيناه على أنفسنا كان أكبر من ان تحتمله طاقة البشر
والآن وبعد أن منحتنا عدالة القدر قلباً يداوي آلامنا
ويبذل قصارى جهده ليمنح قلبنا جرعات من السعادة في كل أوان
مازلنا نهدي ذاك الشتاء الراحل ورود الربيع!
ونحمل انفسنا ذنباً لم نرتكبه ذات يوم!
بل ويبكيهم القلب بغصةٍ تتجرعها الروح كلما خلت بها الذكريات
حينها لا أملك إلا ان أرفع يداي للسماء وقد حاول القلب نسان جراحه
أدعو الله أن يكن معهم يداوي جراحهم تماماً كما أسعفتنا عدالة القدر
في لحظة فصلت بين موتنا من بعد رحيلهم
والحياة بين راحتي من التقينا بهم بعدهم~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق